📌 مواضيع مختارة

أهمية التقدير في كلية الطب

ترتيب التخصصات الطبية حسب التقدير

أهمية التقدير في كلية الطب وتأثيرها على اختيار التخصص

محتويات المقال

تناول المقال على تفصيل موضوع أهمية التقدير في كلية الطب، وتوجيه الطلاب لمعرفة أهمية الحصول على تقديرات مرتفعة، وما هي أهم النصائح لمن له تقدير منخفض، والمشاكل التي تكمن في كليات الطب المصرية والمتعلقة بالتقدير.

 

أسباب أهمية التقدير في كلية الطب

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد

دائما ما نسمع هذا السؤال، هل التقدير مهم في الكليات؟ وعلى وجه التحديد هل هنالك هذا القدر الكبير من أهمية التقدير في كلية الطب؟ حتى أن بعض الأساتذة في كليات الطب يطلبون من الطلاب أن يكثفوا كل جهدهم للحصول على أعلى الدرجات في الكلية وأن يبحثوا عن الوسائل (المشروعة) التي تساعدهم في الحصول على أعلى تقدير يقدرون عليه في الكليات الطب.

 

هذا الأمر يجعلنا نتيقن أن التقدير في كلية الطب يمكن أن يكون بنفس قدر وأهمية التحصيل العلمي في فترة الكلية، حيث أن هنالك بعض الصعوبات في الحصول على تخصصات معينة أو في الحصول عليها في أماكن ذات جودة تدريب عالية تبعا للتقدير وتحكمه في هذا الأمر.

حيث أن النظام القائم فيما يتعلق بالتخصصات والتكليف المتبوع في وزارة الصحة المصرية يعتمد في ترتيب التخصصات الطبية حسب التقدير، وللتقدير الكلي نصيب الأسد من التأثير على كل كبيرة وصغيرة تتعلق باختيار التخصص الطبي.

 

حيث أن النظام في اختيار التخصصات يعتمد على توفير كل التخصصات الطبية والاحتياجات المطلوبة في كل تخصص وعمل تنسيق بين دفعة طلاب الطب الواحدة على مستوى الجمهورية بمختلف الكليات، ويتم توفير الاحتياجات بالمستشفيات والمناطق التي سيتم توزيع الأطباء إليها، وبين كل ذلك يتم ترتيب التخصصات الطبية حسب التقدير.

 

ثم يتم كتابة الرغبات من قبل الخريجين تبعا لرغباتهم وترتيبهم، ويظهر التنسيق بصورة مماثلة تماما لتنسيق الثانوية، حيث تظهر للطبيب في نتيجته أول التخصصات المتوافقة مع مجموعه الكلي تبعا لترتيب الرغبات التي كتبها.

 

ولذا فالتوزيع بين التخصصات واختيارها، بل وحتى والتوزيع بين المستشفيات التي توفر تدريب لتخصص معين باختلاف جودتها ومكانها كل ذلك يتم تبعا لتقدير الطالب الكلي، وهو ما يبين لنا مدى أهمية التقدير في كلية الطب والتأثير العظيم الذي يفعله في تحديد مسار الكثير من الطلاب وشكل التخصص الذي سيرافقهم ويرافقونها لباقي عمرهم وعملهم في المجال.

 

التقدير أم العلم 

بعد ما ذكرنا من أهمية التقدير في كلية الطب سيعقب البعض هنا بقوله أنه يذاكر بشكل كبير ويبذل الكثير من الجهد ومع ذلك لا يتحصل على أي تقديرات مرتفعة مقارنة بالجهد المبذول، لكن في المقابل هو لديه قدر كبير من التحصيل العلمي، غير أنه لم يوفق في الحصول على تقدير مرتفع، فهل هذا الشخص بتحصيله العلمي مع ضعف تقديره أفضل أم صاحب التقدير الأعلى حتى وإن كان متوسط التحصيل أو أقل من المتوسط؟

 

نقول -والله أعلم- أن كلا الأمرين ضروري ومهم، ولا يمكن بأي شكل أن يكون أحدهما أولى من الآخر، بل لكل طلبه وأهميته وتأثيره الكبير، فلا يمكن إهمال جانب الدرجات والتقدير ولا يمكن الاعتناء بالعلم وحده دون التركيز على الحصول على درجات عالية.

 

فأنت كطالب في مرحلة الكلية تكون مشتت بين الكثير من المعلومات والتخصصات، والتعليم العملي هنا وإن كان له قدر إلا أنه لا يكون كاف لحياتك العملية بالفعل، وللممارسة الطبية والعمل دور أكبر في التعليم، وهذا الدور يعتمد بشكل كبير جدا على التقدير.

 

فكما أشرنا إلى أن من أهمية التقدير في كلية الطب هو أنه يساهم في تحديد المشفى التي سيتم فيها التدريب العملي الفعلي على التخصص الذي اخترته، وستكون جودة الترتيب متوقفة كليا على مستوى هذه المستشفى والطاقم الطبي الذي سيتولى تدريبك طيلة فترة النيابة.

فإن كان التقدير منخفض والمستوى العلمي في التحصيل من دراسة الكلية عال فهذا لن يكون شفيع لك في توزيعك على مستشفى قد لا يتوفر بها الكثير من الإمكانيات التي تساعدك على التعلم العملي واكستاب المزيد من الخبرة بشكل أكبر وأهم من الجانب الذي حصلته في الكلية.

بكل تأكيد نحن لا نقول أن تهمل دراستك العلمية مقابل البحث عن طرق الحصول على تقدير عالي، ولكن عليك بأن توازن الأمور بقدر الإمكان، فأنت تستمر طيلة فترة الدراسة في المذاكرة وتسعى أن تحصل أكبر قدر من المعلومات، ولكن لا تنسى أن مكان المشفى وترتيب التخصصات الطبية حسب التقدير لا المستوى العلمي، فلذا عليك عند اقتراب أوقات الامتحانات وفي أوقات الامتحانات نفسها أن تغير الوسيلة والسبيل المسلوك بما يتوافق مع فترة الامتحانات.

 

أي أنه في هذه الفترة أن تبحث عن مصادر الامتحانات وبنوك أسئلة كلية الطب  وموادها المختلفة وعن حل أسئلة الامتحانات السابقة، ومعرفة الشيتات والأسئلة الشهيرة التي يعمل الدكتور على تكرارها في أسئلة الامتحانات من خلال ملفات وكتب أسئلة السنوات السابقة.

 

كما تساهم بالبحث مع دفعتك في الوصول للدكتور المسؤولة عن المادة ومعرفة أهم النقاط التي يقوم بالتركيز عليها في امتحاناتها سواء كان ذلك من خلال حضور محاضراتها وسؤاله، أم ما يوفره من مصدر به أسئلة هامة وشائعة، أو من خلال التواصل المباشر معه والحديث عن الامتحان وشكله وغيره من الأمور التي تساهم في هذا، كما يمكن النظر إلى الشيتات التي تم تجميعها على مدار السنوات، فكل ذلك يكون صاحب الأولوية في هذه الفترة.

 

حيث أن المذاكرة وحدها عشوائيا بدون معرفة نقاط القوة التي تتكرر في الامتحانات قد لا تكون مصدر للحصول على أعلى الدرجات، نعم سيكون لها دور كبير في الحصول على مجموع وعلى معرفة علمية كبيرة، ولكن لن تكون كافية للحصول على مجموع مرتفع يكون متوافق بشكل فعلي مع كم المذاكرة والجهد المبذول فيها، وذلك لأن المعلومات الطبية واسعة وأشكال الأسئلة قد تختلف نسبيا عن طريقة تحصليك للمعلومات من المذاكرة وحدها.

 

هنا أنت قد أتممت دراستك بشكل طبيعي وداومت على المذاكرة طيلة أيام الدراسة مما يساعد على التحصيل العلمي الجيد، لكن في نفس الوقت قمت بالبحث ومعرفة أهم المواضيع والعناوين والنقاط التي يلزمك أن تعتني بها في فترة الامتحانات ليساهم ذلك في الحصول على تقدير أعلى.

هذا وعلى النقيض من ذوي التقديرات المنخفضة، فإن هناك بعض الطلاب الأذكياء الذين يقصرون في التحصيل العلمي ويسعون فقط للحصول على الدرجات من خلال ما أشرنا إليه من وسائل، وكل ذلك بسبب تركيزهم على أن ترتيب التخصصات الطبية حسب التقدير، ولذا فالمهم هو التقدير وفقط.

 

نقول لهؤلاء بأن هذا جيد، أن تستطيع الحصول على درجات وتقديرات عالية فهذا في أصله أمر محمود، ولكن التقصير في الجانب العلمي سينتج عائق كبير وسيزيد من العبء النفسي عليك وفقدان الثقة في النفس مع الوقت، حيث أنك سترى بعض الأسئلة التي تنهال عليك طلبا منك أن تجيبها من بعض أصدقائك، ولكنهم لا يعلمون أنك لم تكن تعتني بالمادة العلمية كثيرا بمقدار ما عنايتك بالتركيز على مواضيع الامتحانات. 

كما أن توفر مصادر شائعة يمكن الاعتماد عليها لدخول الامتحان قد لا يحدث بشكل دائم أو في كل المواد، وبالتالي قد يحصل انخفاض في التقدير لعدم وجود معلومات كافية من جانب ولعدم وجود مصدر يمكن الاعتماد عليه لأجل الامتحان من جانب آخر.

ولكن الميزة التي قد تتوفر لهؤلاء أنهم قد يحصلون على مكان جيد للتدريب، ولكن بشكل قاطع لا يمكن أن تكون هنالك الاستفادة المرجوة في حال إهمال التحصيل العلمي باستمرار.

 

ولكن هاتين الفرقتين لهما قدر جيد من بعض الميزات التي يتحصلون عليها سواء من خلال الحصول على معلومات غنية ومعرفة كبيرة، أو الحصول على تقديرات جيدة، ولكن قد يوجد فريق لا ينتمي لهؤلاء ولا لهؤلاء، فلا هم يتحصلون على معرفة ومعلومات جيدة، وكذلك لا يسعون للحصول على تقدير عالي، وهؤلاء لزاما عليهم أن يبحثوا عن أصل المشكلة ويسعون في حلها بقدر إمكانهم، وبالطبع هنالك طائفة رابعة تتمثل فيمن يجتهد ويحصل على تحصيل جيد وتقدير عال، فهؤلاء هو الموفقون بإذن الله، ونسأل الله لهم دوام التوفيق.

 
وعلى كل فأي طائفة من هذه الطوائف المذكورة لا حرج عليهم في حال أنهم قد أدوا ما عليهم بما يناسب طاقتهم، ولا حرج عليهم ما داموا قد سعوا أثناء فترات الدراسة في المذاكرة والتحصيل، وفي فترة الامتحانات بمذاكرة الشيتات وبنوك الأسئلة.
 

فهذا الذي يجتهد ويحصل على معرفة وتحصيل عالي، ولكن مع تقدير منخفض، وهذا الذي يحصل على تقدير عالي مع مستوى تحصيل منخفض، وكذلك هذا الذي يحصل على تقدير منخفض وعلى تحصيل منخفض، لا حرج على أي منهم مطلقا في حال أنهم قد سعوا لحل كل المشاكل التي تواجههم وتمثل لهم عائق. 

ولا يمكن أن نقول لهم بشكل مطلق أنكم لم تدركوا ما هي أهمية التقدير في كلية الطب، أو أنكم قد أهملتم في العناية بهذا الأمر، والرأي هنا وإن كان ديني أكثر من كونه طبي وبعيدا عن فكرة ترتيب التخصصات الطبية حسب التقدير، فأنت ما دمت قد أديت ما في وسعك فلا يشغلك مطلقا أي نتيجة تتحصل عليها، فأنت تحاسب على السعي لا على النتيجة، والله يعطيك ويرزقك بكرمه وما يقدره، ولا علاقة للرزق بما تحصلت عليه، إنما أنت تأخذ بالأسباب والله يقدر ويفعل ما يشاء.

 

وفي الختام ننصح ك طالب أن يبحث عن طرق التحصيل العلمي وأن يبحث عن طرق رفع التقدير من خلال الجد والاجتهاد وأن يتجنب الطرق الغير مشروعة والغش وليعلم بأن درجة وحيدة من تلك الدرجات قد تتسبب في ظلم آلاف من أصدقائه وحصوله على مكان ومكانة غير مستحق لها.

 

فيجد يوم القيامة أوزارا لم يلق لها بالا ويجعل من انشغال بمقدار أهمية التقدير في كلية الطب وسيلة تعميه عن الحق،فويرى في نفسه مصداق قوله تعالى "وبدا لهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون"، ومن كان قد وقع في الماضي في مثل هذا فليتق الله ويستغفر مما مضى عسى الله أن يتوب عليه وليشرع في طريق جديد نقي ابتغاء مرضاة الله مع اليقين في أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه.

 

طبيب بتقدير مقبول

مع كل ما سبق فلا يمكن أن نقول بأن خريج طب بتقدير مقبول حتى، لن يجد فرص عمل جيدة، أو أنه سيعاني قطعا، لا، خصوصا في حال السعي وفعل ما في وسعه كما ذكرنا، فأي يكن التقدير فإن الفرص متنوعة جدا، داخل وخارج مصر.

 

حيث يمكن له أن ينظر حوله على كل الطرق التي قد تساعده في الحصول على التخصص الذي يرغب به، حتى وإن كانت هنالك بعض المتطلبات المادية لتلبية طلبه أو بعض الجهد الذي سيبذله من أجل أن يتعلم، بل ونقول له أيضا بأن أهمية التقدير في كلية الطب لا يمكن أن يكون له أي قيمة في حال سعيك للحصول على فرص عمل للأطباء خارج مصر بعمل بعض المعادلات الأجنبية.

 

فإن كانت هنالك دولة معينة ترغب في السفر إليها فأنت مطلوب منك أن تعادل شهادتك الطبية، ولذا لا يكون هنالك تأثير يذكر تقريبا في حصولك على فرص سفر رائعة، بل وقد يكون نتاج ذلك أفضل بمراحل من نتاج أوائل الخريجين.

 

ولكن بكل تأكيد فهذا هو الاستثناء ولا يمكن أن يهمل الطالب أهمية التقدير في كلية الطب، لا نقول بأن التقدير هو العامل في تحديد من أفضل ومن لا، ولا نقول بأن مقبول قد يكون أفضل من امتياز في المجمل أو العكس، ولكن حتى وإن كان التقدير ضعيفا فأنت لم تفت عليك الفرصة مطلقا، وبكل تأكيد على قدر ما تريد وقيمته على قدر ما سيتطلب منك جهد ومال وعمل، وما دمت قد سعيت لتأدية ما في وسعك فلتسلم ولتعلم أن اختيار الله لك هو الخير أي يكن هذا الاختيار.

محمد إبراهيم
محمد إبراهيم
طبيب عام خريج كلية الطب بجامعة الأزهر، أسعى من خلال موقع دكتور هايبو إلى تقديم محتوى طبي تعليمي وتثقيفي مفيد بإذن الله، وذلك من خلال نشر مختلف الموارد التعليمية لدارسي الطب والصيدلة والتمريض وباقي التخصصات الطبية.